روائع مختارة | روضة الدعاة | فن الدعوة (وسائل وأفكار دعوية) | زميلتي لا تلتزم بالحجاب الشرعي..فكيف أنصحها.. وأحافظ على نفسي؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > فن الدعوة (وسائل وأفكار دعوية) > زميلتي لا تلتزم بالحجاب الشرعي..فكيف أنصحها.. وأحافظ على نفسي؟


  زميلتي لا تلتزم بالحجاب الشرعي..فكيف أنصحها.. وأحافظ على نفسي؟
     عدد مرات المشاهدة: 3847        عدد مرات الإرسال: 0

السؤال.. سلام عليكم.. كيف أنصح زميلتي في العمل بالحجاب، وكيفية وضع المكياج وكميته حتى لا تفتن الناس، وخاصة الذين في قلبهم مرض؟

بالمناسبة هي تلبس حجاب، ولكنها تظهر جزء من مقدمة شعرها، وتصبغ أظافرها، هل من كتب أو مصادر يمكن أن أرسل لها نصائح لتتأثر بها، أو نصائح منكم.

شيخنا لا يخفى عليك أننا نعيش في مجتمع لا يهتم بأعراض الناس، بل يتكلمون عنهم، وكأنه شيء عادي، ولا يبالون، أنا لا أستطيع أن أتحمل هذا الشيء.

ومن جهة أخرى لا أستطيع أن أغير الكثير، لكن يمكنني تغيير الفتاة الواحدة بكلام لتصحح نفسها، وتحفظ نفسها من هذه الذئاب البشرية.

وشكرا، وجزاكم الله خيرا على جهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا، ومرحبا بك وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع، ونسأل الله تعالى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يجعلنا وإياك من عباده الصالحين، ومن أوليائه المقربين، ومن الدعاة إليه على بصيرة، وأن يشرح صدرك للذي هو خير.

كما نسأله أن يجزيك خيرا على غيرتك على أعراض المسلمين، والمسلمات وأن يوفقك للطريق الأمثل، والأصوب لدعوة المسلمين جميعا إنه جواد كريم، وبخصوص ما ورد في رسالتك أخي الكريم.

فإنه ومما لا شك فيه أن الدعوة فرض عين على كل مسلم ومسلمة، وهذا هو الذي عليه جمهور أهل العلم عملا بقول الله تعالى: { قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني}، وقوله: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله}.

فالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر من صفات وعلامات خيرية هذه الأمة والنبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بقوله: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان). وقوله: (بلغوا عني ولو آية) إلى غير ذلك من الأمور التي تحث على التزام الدعوة، وضرورة القيام بها من جميع المسلمين، ولكن كل على قدر استطاعته، وقدرته.

وهذه الأخت التي تكلمت عنها بأنها زميلتك بالعمل، وقد تكون مثار فتنة لمن يتعامل معها؛ لأنها تتزين، وتضع مكياجا، وأصباغ على أظافرها حتى، وإن كانت تلبس شيئا فوق رأسها إلا أن شعرها يبدو إلى غير ذلك، فهذا ليس حجابا حقيقةز

وإنما هذا نوع من أنواع التحايل على الحجاب، أو نوع من حجاب الموضة، أو الحجاب العصري كما يقولون، وليس هو الحجاب الشرعي الذي ارتضاه الله تعالى لأمة نبيه صلى الله عليه وسلم، لأن من شروط الحجاب الشرعي أن لا يصف، ولا يشف، وأن يستر وجه المرأة جميعا على خلاف في وجوب تغطية وجهها، فهناك من يرى بأن تغطيته واجب، ومنهم من يرى بأنه مستحب، أو مسنون.

وأما قضية الشعر فهذه مما لا خلاف حوله أبدا بين أهل العلم من أنه يجب على المرأة المسلمة أن تستر شعرها سترا كاملا، وهذه الأخت حقيقة كما ذكرت لك لعلها غير متزوجة، وتريد أن تلفت الأنظار إليها، وبعض الأسر لديهم قناعات بأن البنت إذا كانت محجبة، فقد يفهم الناس أنها معقدة، وأيضا إذا كانت محجبة.

فقد لا تكون مرنة في التعامل معهم؛ لأن بعض الشباب يريد أن يتكلم معها، ويقيم معها علاقات، ويخرج معها مثلا يقول نتعرف على بعض كما هو معروف الآن مع الأسف، ومألوف في بيئات كثيرة في العالم العربي والإسلامي.

أما الأخت المحجبة؛ فإنه يتعذر عليها أن تفعل ذلك كله، فالشيطان يزين لمثل هؤلاء الفتيات المسلمات بأن هذه المرونة تؤدي إلى كسب الأزواج، وهذا مما لا شك فيه أمر خطأ يقينا خطأ شرعي، وخطأ واقعي؛ لأن الشاب الذي يريد أن يرتبط بفتاة يريد فتاة صوامة قوامة صالحة عفيفة فاضلة محتشمة محجبة منتقبة إلى غير ذلك.

أما هذه الفتاة فيقول هذه خرجت مع عشرات من أمثالي، فلذلك يبدأ بالضحك عليها بأنه يريد الارتباط بها ليخرج معها فترة، ثم بعد ذلك يلفظها بعد أن يكون عرف حقيقتها، أو مكوناتها فهي على خطر عظيم.

ولكن كما ذكرت لعل الدافع لها إنما هي هذه الفكرة، لأن الفتاة المحجبة لا يتقدم لها أحد لأن الناس لا يحبوا التعقيد، ولا التزمت، وإنما يحبون المرونة والصراحة لذلك ما ذكرت لك هذا فهم كثير من البيوت، وللأسف التي لديها إسلام تقليدي، ولم تأخذ حظا وافرا من العلم الشرعي، ونأمل أن تبتعد عن هذه المرأة؛ لأن الأمر في خطورة بالنسبة للكلام معها؛ لأنك تعلم أن الكلام مع المرأة الأجنبية لا بد أن تكون في ضوابط دقيقة جدا.

ومن هنا فإننا ننصحك بارك الله فيك أن تقوم بزيارة المكتبات الإسلامية عندكم في البحرين، وعندكم طلبة علم جيدين، ومنهم أخونا عادل عودة، وغيره من الإخوة لهم دور في الدعوة المعتدلة النقية الفاضلة التي تستطيع من خلالها أن توفر لها بعض المواد الدعوية المجانية، وبعض الأشرطة التي تتكلم عن الحجاب، وضوابطه فأنا أتمنى أن تقوم بزيارة الإخوة الأفاضل في مساجد السنة.

وإن شاء الله ستجد كما هائلا من الكتب التي تتناسب مع إمكانات الأخت؛ لأني قد أنصحك ببعض الكتب وقد لا تكون موجودة لديك بالسوق مثلا أو قد تكون أعلى مستوى أو أدنى، ولكن أنصحك باعتبارك أنك تعرف الأخت أن تذهب إلى هؤلاء الإخوة، أو المكتبات الإسلامية، وأن تقول لهم مثلا عندي أخت كذا وكذا، وأريد لها كذا وسوف ينصحونك بإذن الله تعالى بالكتب المناسبة لها، وعلى أن يكون ذلك الأمر في حدود الكتب.

ومن الممكن بارك الله فيك أن تنصحها بحضور دروس المشايخ في المساجد، وإلى حلقات التعليم لعلها أن تجد بغيتها، فتتعرف على أخوات صالحات، وبذلك تبدأ تترك هذا الأمر لأنها يقينا إذا ذهبت إلى المسجد؛ فإنها سوف تترك هذا الحجاب الموضة وسوف تحاول أن تتخلص من صبغ أظافرها؛ لأن صبغ الأظافر كما تعلم يبطل الطهارة؛ لأن الأخت لو كانت على أظافرها أصباغ، وأرادت أن تتوضأ؛ فإنه لا يصح لوجود هذا الحائل.

فإذن هي في مشكلة كبيرة، فمعنى ذلك أن الأخت قد لا تكون تصلي أصلا، وترك الصلاة أخطر من الحجاب، وأخطر من الأصباغ، ومن غير ذلك، ولذلك أنا أنصح إن تكلمت معها لا تتكلم معها وحدك، وإنما يكون في حضور أحد غيرك حتى لا تكون خلوة، وتتكلم عن الصلاةز

وتثير موضوع كما لو كان أمرا عاديا، ثم ترى من الذي صلى الفجر ومن خلاله سوف تكتشف لعلها لم تصل، وبهذه الطريقة تبدأ في عملية مساعدتها عن طريق الكتيبات، والأشرطة في المواظبة على الصلاة، وتحثها على الارتباط بحلقات التعليم الموجودة في المساجد.

أما كلام الناس فأنت لا تشغل بالك فيه لأننا نحن الذين ندفع الناس أن يتكلموا في أعراضنا، فهذه الأخت بهذا الطريقة قطعا تدفع الناس أن يتكلموا في عرضها؛ لأنها كأنها تقول من ينظر إلي من يتكلم في عرضي ....

أسأل الله أن يهدي هذه الفتاة ويوفقنا وإياك لما يحبه ويرضاه.

الكاتب: الشيخ / موافي عزب

المصدر: الشبكة الإسلامية